وَقَالَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ فَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا فُلَانٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ " ، فَبَكَى الْقَوْمُ وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا لَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، قَالَ : " لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي ، وَلَكِنَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ : فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ { 88 } فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ سورة الواقعة آية 88-89 . فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ ، وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ { 92 } فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ سورة الواقعة آية 92-93 . فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ ، وَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ ، وَيَقُولُونَ : أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمَ يُصَلُّونَ ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهِ خَيْرٌ قَطُّ وَلَا بَلَاءٌ قَطُّ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : ابْتَلُوا عَبْدِي أَوْ زِيدُوا عَبْدِي " قَالَ سُفْيَانُ : لَا أَدْرِي بِأَيَّتِهُمَا بُدِئَ قَالَ : " فَيَبْتَلُونَهُ ثُمَّ يَقُولُ : ابْتَلُوُهُ فَيُبْتَلَى ثُمَّ يَقُولُ : ابْتَلُوُهُ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُونَ : انْتَهَى الْبَلَاءُ أَيْ رَبِّ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ ، فَيُزَادُ ، ثُمَّ يَقُولُ : زِيدُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ : انْتَهَى الْمَزِيدُ . أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلَاءِ ، وَكَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ فِي الرَّخَاءِ ؟ فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْبَرُ عَبْدٍ وَأَشْكَرُهُ ، فَيَقُولُ : اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّن لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ حَتَّى يَلْقَانِيَ " . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .