قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : ثنا جَعْفَرٌ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنِ الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يُعْجِبَنَّكَ رَحْبُ الذِّرَاعَيْنِ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ قَاتِلًا ، أَوْ قَتِيلًا لَا يَمُوتُ ، وَلَا يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَرَامٍ ، فَإِنَّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ كَانَ زَادُهُ إِلَى النَّارِ " . قُلْتُ : رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، بِزَيَادَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ أَبَانِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الصَّبَاحِ . وَحَسَّنَهَا بَعْضُهُمْ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ لَا يُحِبُّ ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَطْ ، فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلَا يُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ جَارُهُ بَوَائِقِهِ " . قَالُوا : وَمَا بَوائِقُهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : " غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ : وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا حَرَامًا فَيَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَيُقْبَلُ مِنْهُ ، وَلَا يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ فِيهِ ، وَلَا يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيَّئ بِالسَّيِّئ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ " .