قَالَ مُسَدَّدٌ : ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ ، عَنْ أَبِي مَاجِدَ ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَهُوَ سَكْرَانُ ، فَقَالَ : تَرْتِرُوهُ وَمَزْمِزُوهُ وَاسْتَنْكِهُوهُ ، قَالَ : فَفَعَلُوا فِإذَا هُوَ سَكْرَانُ ، فَحَبَسَهُ حَتَّى إِذَا صَحَا دَعَا بِهِ وَبِسَوْطٍ ، فَقَطَعَ ثَمَرَتُهُ حَتَّى أَضَتْ لَهُ ، كَأَنَّهَا مُحَفَّفٌ ، فَقَالَ لِلْجَلَّادِ : اجْلِدْ ، فَضَرَبَهُ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وَقَمِيصٌ وَإِزَارٌ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ضَرْبِهِ قَالَ لِلْعُرَنِيِّينَ : لَعَمْرُو اللَّهِ وَالِي الْيَتِيمِ أَنْتَ مَا أَدَّبْتَ فَأَحْسَنْتَ الْأَدَبَ وَلَا سَتَرْتَ الْخِزْيَةَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّهُ لَابْنُ أَخِي ، وَمَالِي وَلَدٌ وَإِنِّي لَأَجِدُ لَهُ مِنَ الْوَجْدِ مَا أَجِدُ لِوَلَدِي ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُرْفَعَ إِلَيْهِ حَدٌّ إِلَّا أَقَامَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ : إِنَّ أَوَّلَ سَارِقٍ فِي الْإِسْلَامِ أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْطَعَ فَكَأَنَّمَا أُسْفَى عَلَى وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّمَادُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ هَذَا ، فَقَالَ : " وَمَالِي لَا أَكْرَهُهُ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِوَلِي أَنْ يُرْفَعَ إِلَيْهِ حَدٌّ إِلَّا أَقَامَهُ " ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ سورة النور آية 22 ، رَوَاهُ الْحُمْيَدِيُّ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَا : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَابِرِ ، فَذَكَرَهُ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ جُنَاحِ بْنِ نَذِيرِ بْنِ جُنَاحٍ الْقَاضِي بِالْكُوفَةِ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِابْنِ أَخِي ، وَهُوَ سَكْرَانُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ ابْنَ أَخِي سَكْرَانُ ، فَقَالَ : تَرْتِرْهُ وَزَمْزِمْهُ وَاسْتَنْكِهُوهُ ، فَفَعَلُوا ، فَدَفَعُوهُ إِلَى السِّجْنِ ، ثُمَّ دَعَا بِهِ مِنَ الْغَدِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي كَيْفِيَّةِ جَلْدِهِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هُوَ أَنْ يُحَرَّكَ وَيُزَعْزَعَ وَيُسْتَنْكَهَ حَتَّى يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ لِيُعْلَمَ مَا شَرِبَ ، وَهِيَ التَّلْتَةُ وَالتَّرْتِرَةُ وَالزَّمْزَمَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَهَذَا الْحَدِيثُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يُنْكِرُهُ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : لِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ الْجَابِرِ وَجَهَالَةِ أَبِي مَاجِدٍ ، قُلْتُ : تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ السَّرِقَةِ ، فِي بَابِ إِقَامَةِ الْحُدُودِ .