قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يَكُونُ أُمَرَاءُ لَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ، يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ ، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ سُوَيْدٍ ، وَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ عَلَامَةَ السَّمَاعِ ، وَعَلَيْهِ صَحَّ فَشَكَكْتُ فِيهِ ، وَأَكْثَرُ ظَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُعَافِرِيِّ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا ، وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا ، مَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَاهُ ، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ ، قَالَ مِثْلَ مَقَالَتَهُ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّالِثَةُ ، قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : كَلَّا : بِلِ الْمَالُ مَالُنَا ، وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا ، مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَاكَمْنَاهُ بَأَسْيَافِنَا ، فَلَمَّا صَلَّى أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأدْخِلَ عَلَيْهِ ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ . إِنِّي تَكَلَّمْتُ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَفِي الثَّانِيَةِ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَحْيَانِي هَذَا أَحْيَاهُ اللَّهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " سَيَأْتِي قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ " ، فَخَشِيتُ أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا رَدَّ هَذَا أَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ ، وَرَجَوْتُ أَلَّا يَجْعَلُنِي اللَّهُ مِنْهُمْ .