وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، ثنا مُعَاذٌ ، ثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، ثنا عُقْبَةُ الْأَصَمُّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ " . قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ . قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الْمَنْهِيُّ عَنْهُ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ ، هُوَ مَا يَدَّعِيهِ أَهْلُهَا مِنْ تَحَرِّي الْحَوَادِثِ الْآتِيَةِ فِي مُسْتَقْبَلِ الزَّمَانِ ، كَمَجِيِءِ الْمَطَرِ ، وَوُقُوعِ الثَّلْجِ ، وَهُبُوبِ الرِّيحِ ، وَتَغَيُّيرِ الْأَسْعَارِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ ذَلِكَ بِسَيْرِ الْكَوَاكِبِ وَاقْتَرَانِهَا ، وَافْتَرَاقِهَا ، وَظُهُورِهَا فِي بَعْضِ الْأَزْمَانِ دُونَ بَعْضٍ ، وَهَذَا عِلْمٌ اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِهِ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ . فَأَمَّا مَا يَدُلُّ مِنْ طَرِيقِ الْمُشَاهَدَةِ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ ، وَالَّذِي يُعْرَفُ بِهِ الزَّوَالُ ، وَجِهَةُ الْقِبْلَةِ ، وَكَمْ مَضَى وَكَمْ بَقِيَ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ دَاخِلٍ فِي النَّهْيِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .