قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : ثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هُوَ الدَّهْرُ " . رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، ثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ . . فَذَكَرَهُ . وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، ثَنَا سُفْيَانُ . . فَذَكَرَهُ . وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : ثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ . . فَذَكَرَهُ . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَوَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ . قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ بِأَحَدِهِمْ نَازِلَةٌ ، أَوْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ ، أَوْ مَكْرُوهٌ يَسُبُّ الدَّهْرَ اعْتِقَادًا مِنْهُمْ أَنَّ الَّذِي أَصَابَهُ فِعْلُ الدَّهْرِ كَمَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَمْطِرُ بِالْأَنْوَاءِ ، وَتَقُولُ : مُطِرْنَا بِنُوءِ كَذَا اعْتِقَادًا أَنَّ ذَلِكَ فِعْلُ الْأَنْوَاءِ فَكَانَ هَذَا لِلْفَاعِلِ وَلَا فَاعِلَ لِكُلِّ شَيْءٍ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى خَالِقُ كُلَّ شَيْءٍ وَفَاعِلُهُ فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَكَانَ ابْنُ دَاوُدَ يُنْكِرُ رِوَايَةَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَنَا الدَّهْرُ بِضَمِّ الرَّاءِ ، وَيَقُولُ : لَوْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ الدَّهْرُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَانَ يَرْوِيهِ " وَأَنَا الدَّهْرَ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " بِفَتْحِ رَاءِ الدَّهْرِ عَلَى الظَّرْفِ مَعْنَاهُ : أَنَا طُولُ الدَّهْرِ وَالزَّمَانِ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَرَجَّحَ هَذَا بَعْضُهُمْ وَرِوَايَةُ مَنْ قَالَ " فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ " يَرُدُّ هَذَا وَالْجُمْهُورُ عَلَى ضَمِّ الرَّاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .