قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : ثَنَا مُعَاوِيَةُ ، ثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : كَانَ مِنَّا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ رَجُلٌ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ ، قَالَ : حَسِبْتُهُ ، قَالَ : يُقَالُ لَهُ مَالِكٌ أَوِ ابْنُ مَالِكٍ وَأَتَانَا ، فَقَالَ : إِنِّي جِئْتُكُمْ لِأُعَلِّمَكُمْ وَأُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا كَانَ يُصَلِّي بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَاجْتَمَعْنَا , فَدَعَا بِجَفْنَةٍ عَظِيمَةٍ فَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ صَغِيرٍ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ مِنَ الْمَاءِ فَيَصُبُّ عَلَى أَيْدِينَا حَتَّى غَسَلْنَا ، ثُمَّ قَالَ : أَسْبِغُوا الْآنَ , فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ , ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةً تَامَّةً وَجِيزَةً ، ثُمَّ انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ ، فَقَالَ : أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَقْوامًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَعْرَابِيٌّ ، قَالَ : وَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَكُونَ فِينَا الْأَعْرَابِيُّ إِذَا شَهِدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُمْ يَجْتَرِءُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ وَلَا نَجْتَرِئُ : بَيِّنْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَرَأَيْنَا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " هُمْ أَقْوَامٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى , يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ , وَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإِنَّهُمْ لَعَلَى نُورٍ , لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزَنُوا " . رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، ثَنَا عَوْفٌ ، ثَنَا أَبُو الْمِنْهَالِ ، ثَنَا شَهْرٌ . . فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ .