وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُوصِلِيُّ ، ثَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، . . . إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جِبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّةٌ بِالذَّهَبِ ، قَالَ : فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : صَاحِبُكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعِ بْنِ رَاعٍ ، وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسِ بْنِ فَارِسٍ قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ لِمَجَامِعِ جِبَّتِهِ وَقَالَ : " اجْلِسْ فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ، مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ دَعَا " ، قَالَ : قِيلَ وَأَنْتَ يَا رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ " ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ النَّبِيَّ نُوح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ : إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصُّهَا عَلَيْكَ ، آمُرُكَ بِاثْنَيْنِ , وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَيْنِ ، آمُرُكَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ , وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كُنَّ حَلَقَةً مُبْهَمَةً لَقَصَمَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ " ، قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولُ اللَّهِ , هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا الْكِبْرُ ، هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلَانِ حَسَنَانِ يَلْبَسُهُمَا ؟ قَالَ : " لَا " ، أَوْ حُلَّةٌ حَسَنَةٌ يَلْبَسُهَا ؟ قَالَ : " لَا " ، أَوْ دَابَّةٌ فَارِهَةٌ يَرْكَبُهَا ؟ قَالَ : " لَا " ، أَوْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ أَصْحَابٌ فَيَجْمَعُهُمْ إِلَيْهِ وَذَكَرَ الطَّعَامَ ؟ قَالَ : " لَا " ، قِيلَ : فَمَا الْكِبْرُ ؟ قَالَ : " سَفَهُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ " ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ ، عَنْ محمد بن إسحاق , عن عمرو بن دينار , عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِلَّا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ ابْنَهُ " فَقَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " أَوْصَى نُوحٌ ابْنَهُ فَقَالَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنِّي أُوصِيكَ بِاثْنَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ ، أُوصِيكَ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّهَا لَو ُوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ فِي كِفَّةٍ ، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ ، وَلَوْ كَانَتْ حَلَقَةً لَقَصَمَتْهُنَّ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى اللَّهِ ، وَبِقَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، فَإِنَّهَا عِبَادَةُ الْخَلْقِ ، وَبِهَا تُفْتَحُ أَرْزَاقُهُمْ ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ : الشَّرْكِ وَالْكِبْرِ ، فَإِنَّهُمَا يَحْجُبَانِ عَنِ اللَّهِ " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنَ , الْكِبْرِ أَنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ ؟ . . . . . . .