قَالَ : قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ ؟ قَالَ : كَانَ سُكُوتُهُ عَلَى أَرْبَعٍ : الْحِلْمُ ، وَالْحَذَرُ ، وَالتَّقْدِيرُ ، وَالتَّفكِيرُ ، فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ فَفِي تَسْوِيَةُ النَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا تَفْكِيرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى ، جُمِعَ لَهُ الْحِلْمُ فِي الصَّبرِ فَكَانَ لَا يُغضِبُهُ وَلَا يَستَفِزُّهُ ، وَجُمِعَ لَهُ الحَذَرُ فِي أَربَعٍ : أَخْذُهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ ، وَتَرْكُهُ القَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ ، وَاجْتِهَادُهُ الرَّأْيَ فِيمَا أَصْلَحَ أُمَّتَهُ ، وَالْقِيَامُ لَهُمْ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ مِنَ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ مُطَرِّفٍ الرُّؤَاسِيُّ ، عَنْ عَمرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيرٍ الْعِجْلِيِّ ، مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ فُلَانٍ التَّمِيمِيِّ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ ، مِثلَهُ أَوْ نَحْوَهُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ وَمَجْلِسِهِ وَسَكْتَتِهِ .