وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الْمُقْرِي ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ ، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي يَا مُحَمَّدُ عَمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ ، فَسَأَلَهُ عَنْ سَاعَاتِ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ ، ثُمَّ اجْتَنِبِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَتَبْيَضَّ ، فَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا انْتَصَبْتْ فَارْتَفَعْتَ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ ، وَتَعْتَدِلَ الشَّمْسُ ، وَيَقُومَ كُلُّ شَيْءٍ فِي ظِلِّهِ ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تُسَعَّرُ فِيهَا جَهَنَّمُ ، فَإِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَصْفَرَّ الشَّمْسُ ، فَإِنَّ الشَّمْسَ تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " . قَالَ اللَّيْثُ : وَحَدَّثَنِي إِخْوَانُنَا عَنِ الْمُقْرِي فِي هَذَا الْحَديِثِ ، أَنَّهُ قَالَ : " إِلَّا يَوْمَ الْجُمْعَةِ ، فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ يَوْمَئِذٍ نِصْفَ النَّهَارِ ؛ لَأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تُسَعَّرُ فِيهِ " . قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ أَبْقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، إِلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا ، لَأَنَّ عَوْنًا لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، فَقَدْ جَاءَتْ عَنْهُ أَحَادِيثُ مِنْ رِوَايَتِهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ غَيْرُ هَذَا ، انْتَهَى .