حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ سَبَايَاهُ ، فَنِمْتُ فِي مَسْجِدٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَأَنَا عَلَى شِرْكِي ، فَوَاللَّهِ مَا أَنْبَهَنِي إِلا قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغْرِبِ : وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ " . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَلَقَدْ بَيَّنَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ أَنَّ كَلامَ الرَّبِّ لَيْسَ بِخَلْقٍ ، وَأَنَّ الْعَرَبَ لا تَعْرِفُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ إِلا بِالْفِعْلِ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ فِعْلٌ فَهُوَ حَيٌّ , وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِعْلٌ فَهُوَ مَيِّتٌ ، وَأَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ ، فَضَيَّقَ عَلَيْهِ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وَتَوَجَّعَ أَهْلُ الْعِلْمِ لِمَا نزل بِهِ ، وَفِي اتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نُعَيْمًا , وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ لَيْسَ بِمُفَارِقٍ وَلا مُبْتَدِعٍ ، بَلِ الْبِدَعُ , وَالرَّئِيسُ بِالْجَهْلِ بِغَيْرِهِمْ أَوْلَى ، إِذْ يُفْتُونَ بِالآرَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ ، مِمَّا لَمْ يأَذَنْ بِهِ اللَّه .