فهو أعظم مما نُصِر به موسى عليه الصلاة والسلام فإنه كان الثعبان المنقلب عن العصا وبينه وبين جبريل بَوْنٌ بعيد (1) عظيم.
فإن قيل: انقلاب العصا الجماديّة ثعباناً حيّاً آية عظيمة وفضيلة جسيمة لموسى - عليه السلام - , قيل: لمحمد - صلى الله عليه وسلم - أمثالها وأعظم فإنه قد سبّح الحصى في يده وفي يد أصحابه (2) فهذه حياة في جمادٍ ونطق بتسبيح يسمعه من حَضر , وكذلك سبح الطعام وهو يؤكل بحضرته (3) , والأحجار قد سلمت عليه (4) , والأشجار قد دعاها فأقبلت
إليه (5) , وكذلك العذق دعاه فنزل من رأس النخلة ينقز حتى وقف بين يديه فشهد برسالته ثلاثاً