«لمّا نشأتُ بُغضت إليّ أوثان قريش وبُغض إليَّ الشعر» (1) , وعن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه جُبير - رضي الله عنه - قال: كانت قريش إنَّما تدفع (2) من المزدلفة وتقول: نحن الحُمْس (3) فلا نخرج من الحرم , وقد تركوا الموقف بعرفة , قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية يقف مع الناس بعرفة على جمل له ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة ثم يدفع بدفعهم إذا دَفعُوا (4) , وأمثال هذا كثير من تجنُّبه لشركهم وضلالهم وكل ذلك بتوفيق من الله تعالى له.
وقيل له: متى كنت نبيّاً , قال: «وآدم مُنْجدلٌ (5) في طينته» (6) فمن يكون هذا حاله كيف يتطرق إليه شرك أو (7) شكّ وقد جرى بينه وبين رجل من قريش كلامٌ فقال له