{وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} أي: الأصنام، والاستثناء منقطع، ويجوز أن يكون القوم كانوا يعبدون الله ويعبدون الأصنام، ويكون الاستثناء متصلاً، ويحتمل {إِلَّا اللَّهَ} (١) دون الله، ويقويه (٢) مصحف ابن مسعود رضي الله عنه (٣) " وما يعبدون من دون الله " (٤).

{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} صيروا إليه.

{يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ} يبسط ويوسع عليكم.

{مِنْ رَحْمَتِهِ} رزقه، وقيل: من توفيقه (٥).

{وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (١٦)} يسهل لكم ما تريدون من أمر الدين.

وقيل: معاشكم المرفق والفلاح (٦). وقيل: ترتفقون به (٧).

(١) في ب: "ويحتمل وما إلا الله".
(٢) في أ: "يقويه".
(٣) عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي المكي، يكنى ابن أم عبد، حليف بني زُهرة، من السابقين إلى الإسلام، هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مع الخلفاء الراشدين، توفي سنة اثنتين وثلاثين، بالمدينة.
انظر: الاستيعاب (٣/ ١١٠)، الإصابة (٤/ ٢٣٣).
(٤) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ١٨٢)، قال: "وهذا تفسيرها".
(٥) قال ابن جرير في جامع البيان (١٥/ ١٨٢): "يبسط لكم ربكم من رحمته، بتيسيره لكم المخرج من الأمر الذي قد رميتم به من الكافر دقينوس، وطلبه إياكم لعرضكم على الفتنة".
(٦) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ١٣٨).
(٧) المِرفَق والمَرْفِق من الأمر هو ما ارتفقت به وانتفعت، وهما لغتان بكسر الميم وفتح الفاء، وفتح الميم وكسر الفاء، ومرافق الدار المراحيض ومصاب الماء ونحوها، والرفيق هو المرافق والصاحب في السفر خاصة، والرفق ضد العنف، وهو لين الجانب ولطافة الفعل، والمِرْفَق من الإنسان والدابة أعلى الذراع وأسفل العضد.

انظر: مختار الصحاح للرازي (١/ ٢٦٧)، لسان العرب (١٠/ ١١٨)، مادة: رفق.