{يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} وهب في جماعة: هما رجلان من ولد يافث بن نوح (١).

الضحاك: هم جيل من الترك (٢).

كعب: هم نادرة من ولد آدم عليه السلام، لأنهم ولد آدم من غير حواء، وذلك أن آدم عليه السلام قال (٣) ذات يوم فاحتلم وامتزجت نطفته بالتراب فلما انتبه أسِفَ على ذلك الماء الذي خرج منه فخلق الله من ذلك الماء (٤) يأجوج ومأجوج فهم متصلون بنا من جهة الأب دون الأم (٥).

وذكر محمد بن الهيصم (٦) في تنزيله أن اسم يأجوج: كمين، واسم مأجوج: مغمغ، قال: وهما ابنا يافث بن نوح (٧).

ويأجوج ومأجوج اسمان عجميان، وعلة منع الصرف العجمة والتعريف، وقيل: إسمان عربيان مشتقان (٨) من أجيج النار، أو من أَجّ النعام (٩) إذا أسرع، والوزن يفعول

(١) وهو قول ابن عباس، رضي الله عنهما.
انظر: زاد المسير (٥/ ١٩٠).
(٢) انظر: معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٢٠٢).
(٣) من القيلولة، وهي النوم وقت الظهيرة.
(٤) في أ: " منه "، وفي ج: " من ذلك ".
(٥) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٦/ ١٩٣)، معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٢٠٣).
قال ابن كثير في التفسير (٣/ ١٠٩): " فعلى هذا يكونون مخلوقين من آدم وليسوا من حواء، وهذا قول غريب جداً لادليل عليه لامن عقل ولا من نقل، ولا يجوز الاعتماد ههنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة ".
(٦) محمد بن الهيصم، تنظر ترجمته ص: ٥٠
(٧) انظر: غرائب التفسير (١/ ٦٨٠).
(٨) في ج: " مستعار "، والصواب ما أُثبت.
(٩) في ب، ب: " أو من أج الظليم ".