وقوله {مِنْ عَدُوِّكُمْ} يعني: فرعون وجنوده.

{وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} يعني: السبعين الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام الله إذا كلم موسى (١).

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (٨٠)} يريد في التيه، وقد سبق (٢).

(١) كما قال تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا} الأعراف: ١٥٥.
(٢) قال تعالى {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} البقرة: ٥٧، وقال {وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} الأعراف: ١٦٠. واختلف المفسرون في المَنّ ما المراد به على ثمانية أقوال:
١ - أنه ما كان يقع على الأشجار فيأكله الناس، وهو قول ابن عباس، رضي الله عنهما، والشعبي، والضحاك.
٢ - أنه طعام يسقط على شجرة الزنجبيل، وهو قول السدي.
٣ - أنه صمغة، وهو قول مجاهد.
٤ - أنه مثل الظل شبه الرب الغليظ، وهو قول عكرمة.
٥ - أنه شراب مثل العسل يمزجونه بالماء ثم يشربونه، وهو قول الربيع بن أنس.
٦ - أنه يسقط عليهم مثل الثلج أبيض من اللبن وأحلى من العسل، وهو قول قتادة.
٧ - أنه خبز رقاق مثل الذرة أو مثل النقي، وهو قول وهب بن منبه.
٨ - انه العسل، وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
واختار ابن كثير أنه ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب، وأنه إن أُكل وحده كان طعاماً، وإن مزج مع الماء صار شراباً طيباً، وإن ركب مع غيره صار نوعاً آخر.
انظر: تفسير ابن كثير (١/ ٩٩)، (٣/ ١٦٩)، زاد المسير (١/ ٨٤).
أما السلوى فطائر يشبه السماني يسقط عليهم فيأكلون منه، وهو قول ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد، والشعبي، والضحاك، والحسن، وجماعة.
انظر: تفسير ابن كثير (١/ ١٠٠).