والمعنى: أَذن الله للمؤمنين (١) الذين يصلحون للقتال في قتال الكفار.

{بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} بسبب أنهم ظُلِموا ومن أجل أنهم ظُلِموا، ومن فتح التاء فالمعنى: أُذن لمن يُقاتَل بأن يقاتِل لأنهم ظلموا بالقتال والإخراج من ديارهم (٢).

ابن عباس، رضي الله عنهما: هذه أول آية نزلت في القتال نُسِخَت بها كل آية أُمر فيها بالكف عن القتال (٣).

{وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ} على نصر المؤمنين وقهر الكفار.

{لَقَدِيرٌ} قادر، وهذه بشارة للمؤمنين بالنصرة.

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} أي: أُخرجوا من مكة ظلماً بغير حق أوجب إخراجهم. وقيل: بغير حق استحقوا ذلك (٤).

{إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} هذا استثناء منقطع أي: لكنهم يقولون ربنا الله.

(١) في أ: " والمعنى إذن الله المؤمنين ".
(٢) قرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائي (أَذِن) بفتح الألف، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم (أُذِن) بضم الألف.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي (للذين يُقاتِلون) بكسر التاء، وقرأ نافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم بفتحها.
انظر: الغاية في القراءات العشر لابن مهران النيسابوري (٢١٤)، العنوان في القراءات السبع لأبي طاهر الأنصاري (١٣٥).
(٣) أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره (٢/ ٣٩) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، رضي الله عنهما، وأخرج أيضاً عن قتادة بمثله، وعزاه السيوطي في الدر (١٠/ ٥١٢) لعبد بن حميد.
ويروى مثل هذا القول عن عروة بن الزبير، والزهري، وابن جريج.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٦/ ٥٧٦)، الدر المنثور للسيوطي (١٠/ ٥١٣).
(٤) لم أقف عليه، والله أعلم.