أحدهما: أنهما للعموم وهو الأظهر والأولى.

وقيل: للخصوص، وفيه قولان:

أحدهما: أنهما بحضرموت من أرض البحر وهما معروفان، والقصر مشرف على قلة جبل لايرتقى إليه بحال، والبئر في سفحه لا تقر الريح (١) شيئاً سقط فيها.

والثاني: قال الضحاك " هذه كانت بحضرموت في بلدة يقال لها حاضور أنزل بها أربعة آلاف ممن آمن بصالح، أتوا حضرموت ومعهم صالح فلما حضروه مات صالح فسموا المكان حضر موت، ثم إنهم كثروا وكفروا وعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نبياً يقال له: حنظلة بن صفوان وكان حمالاً (٢).

وقيل: اسمه شريح بن صفوان فقتلوه في السوق فأهلكهم الله عن آخرهم وعَطَّل بئرهم وخرب قصرهم (٣).

وقال ابن عباس، رضي الله عنهما " أما البئر المعطلة فإنها كانت لأهل عدن من اليمن وهي الرس، قال: وكذلك قال الله لهم أصحاب الرس " (٤).

وروى الواقدي (٥)

(١) في أ: " لا يقر الريح ".
(٢) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ٢٧).
(٣) انظر: المصدر السابق (٧/ ٢٧).
(٤) انظر: البحر المحيط (٦/ ٣٤٩).
(٥) الواقدي، محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، المدينبي، صاحب التصانيف والمغازي، سمع من صغار التابعين فمن بعدهم، وعلى ضعفه المتفق عليه فهو محدث، حافظ، مؤرخ، أديب، فقيه، تولى قضاء الجانب الشرقي من بغداد، توفي سنة سبع ومائتين، ومن مؤلفاته: تاريخ الفقهاء، السنة والجماعة، ذم الهوى.

انظر: سير أعلام النبلاء (٩/ ٤٥٤)، معجم المؤلفين لكحالة (٣/ ٥٦٨).