{فَلْيَسْتَأْذِنُوا} في جميع الأوقات. {كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: كما استأذن الذين بلغوا ودخلوا من قبلهم.

{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} كرر الكلام الأول تأكيداً وأضاف إليه سبحانه تخصيصاً، في هذه الآية ستة أقوال:

سعيد بن الميسب: منسوخة (١).

أبو قلابة (٢): ندب (٣).

سفيان (٤): الذين ملكت أيمانكم النساء (٥).

ابن عمر رضي الله عنهما: في الرجال (٦).

ابن عباس، رضي الله عنهما: كان العمل بها واجباً (٧) لأن القوم لم يكن لهم أغلاق ولا ستور، فإن عاد الأمر إلى ذلك كان العمل بها واجباً (٨).

وأكثر أهل العلم على أنها محكمة واجبة غير منسوخة (٩).

(١) والناسخ لها قوله تعالى {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا} النور: ٥٩.
انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٥١).
(٢) أبو قلابة، عبد الله بن زيد الجرمي، من أئمة التابعين، حدث عن عمر، وأبي هريرة، وعائشة، ومعاوية رضي الله عنهم، كان فقيهاً، ثقة، توفي بالشام سنة أربع ومائة.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٥/ ٩٢)، معرفة الثقات للعجلي (٢/ ٣٠).
(٣) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٥٢).
(٤) سفيان بن عيينة، تنظر ترجمته ص: ١٨٩
(٥) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٣٥٢).
(٦) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٣٥١).
(٧) في ب: "كان العمل منها واجباً".
(٨) انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٥٤).
(٩) والقول بأن الآية محكمة غير منسوخة قال به ابن عباس، رضي الله عنهما، والقاسم بن محمد، وجابر بن زيد، والشعبي.

انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٥٧)، وممن ذهب إلى القول بأنها محكمة ابن العربي في أحكام القرآن (٣/ ٤١٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/ ٦٢)، وابن كثير في تفسيره (٣/ ٣١٤).