قد يكسب المال الهدان الجافي
... بغير لا عصفٍ ولا اصطراف «1»
وقال آخر:
ما إن رأينا مثلهن لمعشر
... سود الرءوس فوالج وفيول «2»
وذلك لاختلاف اللفظين يجعل أحدهما لغوا. ومثله قول الشاعر:
من النفر اللاء الذين إذا هُمْ
... تهاب اللئام حلقه الباب قعقعوا «3»
ألا ترى أنه قال: اللاء الذين، ومعنا هما الذين، استجيز جمعهما لاختلاف لفظهما، ولو اتفقا لم يجز. لا يجوز ما ما قام زَيْدُ، ولا مررت بالذين الذين يطوفون. وأما قول الشاعر:
كما ما امرؤ في معشر غير رهطه
... ضعيف الكلام شخصه متضائل
فإنما استجازوا الجمع بين ما وبين ما «4» لأن الأولى وصلت بالكاف، - كأنها كانت هِيَ والكاف اسمًا واحدا- ولم توصل الثانية، واستحسن الجمع بينهما. وهو فِي قول اللَّه كَلَّا لا وَزَرَ «5» كانت لا «6» موصولةً، وجاءت الأخرى مفردة فحسن اقترانهما. فإذا قال القائل: (ما ما قلت بحسنٍ) «7» جاز ذلك على غير عيب لأنه