Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
والراجح بعد النظر في القولين: القول الأول وهو الذي قال به ابن عقيل، ويؤيده ما قاله الطبري: (وأولى التأويلين الذين ذكرت بقول الله جل ثناؤه: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} البقرة:٩٣، تأويل من قال: وأشربوا في قلوبهم حب العجل، لأن الماء لا يقال منه: أُشرِب فلان في قلبه، وإنما يقال ذلك في حب الشيء) (١).
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: " تعرض الفِتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشرِبها نُكِت فيه نُكتة سوداء .. " الحديث (٢).
قال النووي: (معنى أُشربها دخلت فيه دخولاً تاماً وألزمها وحلت منه محل الشراب، ومنه قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} البقرة:٩٣ أي حب العجل) (٣).
وهو ما رجحه الفراء (٤)، وابن الجوزي (٥)، والبغوي (٦)، وابن عطية (٧)، والقرطبي (٨).
وهذا من إيجاز الحذف، ومثله قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} يوسف:٨٢ أي: أهلها.
أحدهما: إيجاز الحذف وشرطه أن يكون في اللفظ دلالة على المحذوف.
(١) جامع البيان ١/ ٤٦٧.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب رفع الأمانة والإيمان عن بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب (١٤٤) من حديث حذيفة - رضي الله عنه -.
(٣) شرح صحيح مسلم ٢/ ٣٣٠.
(٤) معاني القرآن ١/ ٦١.
(٥) زاد المسير ١/ ١٠١.
(٦) معالم التنزيل ١/ ٦٠.
(٧) المحرر الوجيز ١/ ١٨٠.
(٨) الجامع لأحكام القرآن ٢/ ٢٣.