Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
والليالي من الزمان حبالى بمثالات، يلدن كل عجيب!
ومما ولدته الليالي الحاملة بالعجائب: ما يذهب إليه بعض الناس الذين اقتحموا أنفسهم على الثقافة الإسلامية، دون أن يأهلوا لها بما ينبغي من علم القرآن والسنة ولغة العرب وعلومها، وأصول الفقه، وتراث السلف. فدخلوا فيما لا يحسنون، وخاضوا فيما لا يعرفون، وأفتوا بغير علم، وحكموا بغير بيّنة، ودعوا على غير بصيرة، وقالوا على الله ما لا يعلمون.
ومن ذلك: زعمهم أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ليسوا كفاراً، فإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا ملاحدةً ملحدين منكرين للألوهية والروح، فهذا ادعاء صحيح، ولا يجوز الخلاف فيه.
وإن كانوا يقصدون أنهم ليسوا كفاراً بدين محمد ورسالته وقرآنه - وهو المراد من إطلاق الكفر عليهم - فهذه دعوى باطلة من غير شك.
فإن كفر اليهود والنصارى من أوضح الواضحات بالنسبة لأي مسلم عنده ذرة من علم الإسلام، وما أجمعـت عليه الأمة على اختلاف مذاهبها وطرائقها، طوال العصور، لم يخالف في ذلك سني ولا شيعي ولا معتزلي ولا خارجي، وكل طوائف الأمة الموجودة اليوم من أهل السنة والزيدية والجعفرية والإباضية، لا يشكّون في كفر اليهود والنصارى وكل من لا يؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام. فهذا من المسلمات الدينية المتفق عليها نظراً وعملاً، بل هي من (المعلوم من الدين بالضرورة) أي مما يفقهه عامته وخاصته، ولا يحتاج إلى إقامة دليل جزئي على صحته.