حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، ثنا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوَارِزْمِيُّ ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ ، حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ ، قَالَ : قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ الْكُوفَةَ ، فَأَتَيْتُهُ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْعَرَبِ كَانَ أَشَدَّ لَهُ بُغْضًا ، وَلا أَشَدَّ لَهُ كَرَاهِيَةً مِنِّي ، حَتَّى لَحِقْتُ بِالرُّومِ ، فَتَنَصَّرْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَنِي مَا يَدْعُو إِلَيْهِ مِنَ الأَخْلاقِ الْحَسَنَةِ ، وَمَا قَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنَ النَّاسِ ارْتَحَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ ، وَعِنْدَهُ صُهَيْبٌ وَبِلالٌ وَسَلْمَانُ ، فَقَالَ : " يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " فَقُلْتُ : أَخْ أَخْ ، فَأَنَخْتُ ، وَجَلَسْتُ ، وَأَلْزَقْتُ رُكْبَتِي بِرُكْبَتِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإِسْلامُ ؟ قَالَ : " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ ، يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُفْتَحَ خَزَائِنُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْتِيَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحَرَّةِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمِئِذٍ كُوفَةُ , حَتَّى تَطُوفَ بِهَذِهِ الْكَعْبَةِ بِغَيْرِ خَفِيرٍ ، يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطُوفَ جِرَابُ الْمَالِ ، فَتَطُوفَ بِهِ وَلا تَجِدُ لَهُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ ، فَتَضْرِبَ بِهِ الأَرْضَ ، فَتَقُولَ : لَيْتَكَ لَمْ تَكُنْ ، لَيْتَكَ كُنْتَ تُرَابًا " .