حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ ، أنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ : أَتَسَوَّكُ وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : أَيَّ النَّهَارِ أَتَسَوَّكُ ؟ قَالَ : أَيَّ النَّهَارِ شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ غُدْوَةً ، وَإِنْ شِئْتَ عَشِيَّةً ، قُلْتُ : فَإِنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَهُ عَشِيَّةً ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْ رِيحِ الْمِسْكِ " ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، لَقَدْ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّوَاكِ حِينَ أَمَرَهُمْ ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ بِفَمِ الصَّائِمِ خُلُوفٌ وَإِنِ اسْتَاكَ وَمَا كَانَ بِالَّذِي يَأْمُرَهُمْ أَنْ يُنْتِنُوا أَفْوَاهَهُمْ عَمْدًا ، مَا فِي ذَلِكَ مَنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ ، بَلْ فِيهِ شَرٌّ ، إِلا مَنِ ابْتُلِيَ بِبَلاءٍ لا يَجِدُ مَنهُ بُدًّا ، قُلْتُ : وَالْغُبَارُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيْضًا كَذَلِكَ ؟ إِنَّمَا يُؤْجَرُ فِيهِ مَنِ اضْطُرَّ إِلَيْهِ وَلَمْ يَجِدْ عَنْهُ مَحِيصًا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، وَأَمَّا مَنْ أَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَلاءِ عَمْدًا فَمَا لَهُ مَنْ ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ " .