حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالا : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يَلُونَهُ ، فَفَقَدْنَاهُ لَيْلَةً مِنْ مَكَانِهِ ، فَخَشِينَا أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ ، فَذَهَبْنَا فِي طَلَبِهِ ، فَإِذَا هَيْجٌ كَهَيْجِ الرَّحَا ، فَاسْتَقْبَلْنَاهُ رَاجِعًا ، فَقُلْتُ : فَقَدْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَخَشِينَا أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لَكَ شَيْءٌ ، فَقَالَ : " لا ، وَلَكِنْ جَاءَنِي رَسُولٌ مِنْ رَبِّي ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ أَوِ الشَّفَاعَةِ ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " ، قُلْنَا : فَإِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ الإِسْلامِ ، وَبِحَقِّ صُحْبَتِنَا إِلا جَعَلْتَنَا فِيهَا ، قَالَ : " فَأَنْتُمْ فِيهَا " ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلانِ ، فَقَالا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمَا : نَعَمْ ، ثُمَّ جَاءَ آخِرُ حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ فَقَالَ : " إِنِّي جَاعِلٌ فِي شَفَاعَتِي مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا " .