حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ ، عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ لِسُفْيَانَ الْهُذَلِيُّ ؟ يَهْجُونِي ، وَيَشْتُمُنِي ، وَيُؤْذِينِي " . فَقُلْتُ لَهُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْعَثْنِي لَهُ ، فَبَعَثَهُ لَهُ ، فَلَمَّا أَتَاهُ لَيْلا ، دَخَلَ دَارَهُ ، فَنَادَى : أَيْنَ سُفْيَانُ ؟ فَأطْلَعَ إِلَيْهِ مُطَّلِعًا مِنْ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ سُفْيَانَ ، فَمُرُوهُ فَلْيَطَّلِعْ عَلَيَّ ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ تَهْبِطَ إِلَيَّ ، فَإِنَّ عِنْدِي دِرْعٌ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكَهَا ، قَالَ : فَأَيْنَ هِيَ ؟ قَالَ : هَا هَذِهِ فَاهْبِطْ إِلَيَّ بِقِبَائِكِ ، فَاخْرُجْ مَعِي أُرِيكَهَا ، فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَسَلَّ سَيْفَهُ ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ ، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَصَا يَتَخَصَّرُ بِهَا ، فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ قَالَ : " تَخَصَّرْ بِهَذِهِ ، فَإِنَّ الْمُتَخَصِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَلِيلٌ ، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ فَدُفِنَتْ مَعَهُ " .