والنوع الثاني: الرواية:
دوّن علماء الرسم ما رأوه في مصاحف بلدهم أو في مصاحف مصر من الأمصار، فوصفوا هجاءها وتناقل العلماء هذه الروايات تبعا لرواية القراءة.
والنوع الثالث: الكتب المؤلفة في الرسمبعد عصر التدوين من باب الحرص على كتاب الله، فحفظت لنا هذه المؤلفات صور الكلمات القرآنية ووصف هجائها، وبخاصة تلك التي تميزت بزيادة أو نقص أو بدل، أو حذف أو إثبات.
ولسوف نتابع الكلام على الأنواع الثلاثة إن شاء الله.
أولا: المصاحف:
وقد ظلت المصاحف الأمهات المادة الأولى إلى جانب روايات الأئمة للتأليف في الرسم، فكان العلماء يحملون روايات الرسم ويضيفون إليها ما رأوه في مصاحف أهل بلدهم، أو ربما صححوا بعض الروايات على ما جاء في المصاحف العتق القديمة فيعاضدون الرواية بما تأملوه في المصاحف العتيقة، وقد لاحظت ذلك عند عاصم الجحدري (ت 128 هـ) ويحيى بن الحارث الذماري (ت 145 هـ) وأبي عبيد القاسم (ت 224 هـ)، وأبي حاتم سهل بن محمد (ت 255 هـ) وأبي عمرو الداني (ت 444 هـ) (1) وأبي داود سليمان بن نجاح (ت 496 هـ) وغيرهم (2). فكان هؤلاء إذا عدموا الرواية أو وجدوا خلافا رجعوا إلى المصاحف الأمهات المظنون بها الصحة.