أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، نا أَبِي , قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ , يَقُولُ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلَى بَدْرٍ , فَسُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ , فَطُرِحُوا فِيهِ ثُمَّ وَقَفَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : " يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ , هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَنِي بِكُمْ رَبِّي حَقًّا ؟ " ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , تُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ مَاتُوا ؟ ، فَقَالَ : " لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ كَانَ حَقًّا " ، فَأَمَّا أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ لَمَّا رَأَى أَبَاهُ يُسْحَبُ إِلَى الْقَلِيبِ , عَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ , فَقَالَ : " يَا أَبَا حُذَيْفَةَ , كَأَنَّكَ كَرِهْتَ مَا تَرَى ؟ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ بِشَكٍّ فِي اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ ، وَلَكِنَّ أَبِي كَانَ رَجُلا سَيِّدًا حَلِيمًا ذَا رَأْيٍ , فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَهْدِيَهُ رَأْيُهُ إِلَى الإِسْلامِ , فَلَمَّا فَاتَ ذَلِكَ مِنْهُ , وَوَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ أَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي حُذَيْفَةَ بِخَيْرٍ .