أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ أَبِي عَمْرٍو ، وَالْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ يُخْبِرُ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَتْهُ : أَنَّهَا لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَكَذَّبُوهَا ، وَقَالُوا : مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَنْشَأَ نَاسٌ مِنْهُمْ إِلَى الْحَجِّ ، فَقَالُوا لَهَا : تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ ، فَكَتَبْتُ مَعَهُمْ فَازْدَادُوا لَهَا كَرَامَةً ، قَالَتْ : فَلَمَّا وَضَعْتُ زَيْنَبَ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَنَا ، وَفِي حِجْرِي زَيْنَبُ فَانْصَرَفَ ، فَجَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَاخْتَلَجَهَا مِنِّي ، وَكَانَتْ تُرْضِعُهَا ، ثُمَّ جَاءَ فَوَافَقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْبَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ عِنْدَهَا ، فَقَالَ : " أَيْنَ زُنَابُ ؟ " فَقَالَتْ قُرَيْبَةُ : أَخَذَهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُ ثَمَالِي ، وَهُوَ الثَّوْبُ أَوْ ثِفَالِي وَهُوَ الرَّحَا ، فَأَخَذْتُ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ كَانَتْ فِي جَرٍّ ، وَأَخْرَجَتْ شُحَيْمَةً ، فَعَصَدَتْهُ لَهُ فَبَاتَ ثُمَّ أَصْبَحَ ، فَقَالَ حِينَ أَصْبَحَ : " إِنَّكِ قَدْ أَصْبَحْتِ وَبِكَ عَلَى أَهْلِهِ كَرَامَةٌ ، فَإِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِسَايرِ نِسَائِي " .