ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك خروجُ المنصور إلى الشام ومسيره إلى بيت المقدس وتوجيهه يزيد بن حاتم إلى إفريقيّة في خمسين ألفًا -فيما ذُكِر- لحرب الخوارج الذين كانوا بها، الذين قتلوا عامله عمر بن حفص. وذكر أنه أنفَق على ذلك الجيش ثلاثةً وستين ألف ألف درهم (١).

وفيها ولّى عبد الملك بن ظَبْيان النميريّ على البصرة (٢).

وغزا الصائفة في هذه السنة زُفَر بن عاصم الهلاليّ فبلغ الفرات (٣).

وحجّ بالناس في هذه السنة محمد بن إبراهيم، وهو عامل أبي جعفر على مكة والطائف (٤).

وكان على المدينة الحسن بن زيد، وعلى الكوفة محمد بن سليمان، وعلى البصرة عبد الملك بن أيوب بن ظَبْيان. وعلى قضائها سوّار بن عبد الله وعلى السِّنْد هشام بن عمرو، وعلى إفريقيّة يزيد بن حاتم، وعلى مصر محمد بن سعيد (٥).

(١) وكذلك قال البسوي: وفيها خرج أبو جعفر إلى بيت المقدس المعرفة ١/ ٢٣ ولم يذكر شيئًا عن بعث الجيوش إلى أفريقية لقتال الخوارج وكذلك لم يذكره خليفة.
(٢) انظر قوائم الولاة فيما بعد.
(٣) اتفق الطبري وخليفة حول إمرة زفر بن عاصم الصائفة لهذه السنة إلّا أنه اختلف في وصف مسيره فقال وولى أبو جعفر زفر بن عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي فدخل المصيصة حتى أتى القزة وبث السرايا فغنم وخرج من درب مرعش تأريخ خليفة / ٢٨١.
(٤) وكذلك قال البسوي المعرفة ١/ ٢٢.
(٥) انظر قوائم الولاة والقضاة في نهاية عهد المنصور.