أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيَمَ الْحَنْظَلِيُّ ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا ، أَنَّ رَجُلا قَالَ لابْنِ عُمَرَ : أَلا تَغْزُو ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ " ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : هَذَانِ خَبَرَانِ خَرَجَ خِطَابُهُمَا عَلَى حَسَبِ الْحَالِ ، لأَنَّهُ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الإِيمَانَ ، ثُمَّ عَدَّهُ أَرْبَعَ خِصَالٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ الإِسْلامَ وَعَدَّهُ خَمْسَ خِصَالٍ ، وَهَذَا مَا نَقُولُ فِي كُتُبِنَا : بِأَنَّ الْعَرَبَ تَذْكُرُ الشَّيْءَ فِي لُغَتِهَا بَعْدَدٍ مَعْلُومٍ ، وَلا تُرِيدُ بِذِكْرِهَا ذَلِكَ الْعَدَدَ نَفْيًا عَمَّا وَرَاءَهُ ، وَلَمْ يُرِدْ بِقَوْلِهِ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الإِيمَانَ لا يَكُونُ إِلا مَا عُدَّ فِي خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، لأَنَّهُ ذَكَرَ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ خَبَرٍ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنَ الإِيمَانِ لَيْسَتْ فِي خَبَرِ ابْنِ عُمَرَ ، وَلا ابْنِ عَبَّاسٍ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا .