أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيَمَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدْ ، فَانْطَلَقْتُ خَلْفَهُ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ! " ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ ثُمَّ سَعْدَيْكَ ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، فَقَالَ : " الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا ، عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " قَالَهَا ثَلاثًا ، ثُمَّ عَرَضَ لَنَا أُحُدٌ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهُ لآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا يُمْسِي مَعَهُمْ دِينَارٌ أَوْ مِثْقَالٌ " ، فَقُلْتُ : الِلَّهِ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، ثُمَّ عَرَضَ لَنَا وَادٍ ، فَاسْتَبْطَنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَزَلَ فِيهِ ، وَجَلَسْتُ عَلَى شَفِيرِهِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً ، فَأَبْطَأَ عَلَيَّ وَسَاءَ ظَنِّي ، فَسَمِعْتُ مُنَاجَاةً ، فَقَالَ : " ذَلِكَ جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي لأُمَّتِي مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : " وَإِنْ زَنَى ، وَإِنْ سَرَقَ " .