أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْخَصَاصِيَةَ ، وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد ، فقال له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا اسْمُكَ ؟ " قَالَ : زَحْمٌ ، قَالَ : " أَنْتَ بَشِيرٌ " فَكَانَ اسْمُهُ بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ ؟ " قُلْتُ : مَا أَصْبَحْتُ أَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا ، كُلُّ خَيْرٍ فَعَلَ اللَّهُ بِي ، فَأَتَى عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ : " سَبَقَ هَؤُلاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَتَى عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : " لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي إِذْ حَانَتْ مِنْهُ نَظْرَةٌ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَمْشِي بَيْنَ الْقُبُورِ وَعَلَيْهِ نَعْلانِ ، فَنَادَاهُ : " يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ " فَنَظَرَ فَلَمَّا عَرَفَ الرَّجُلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَرَمَى بِهِمَا ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : كُنْتُ أَكُونَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ ، فِي الْجَنَائِزِ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَقَابِرَ حَدَّثَتْهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : حَدِيثٌ جَيِّدٌ ، وَرَجُلٌ ثِقَةٌ ، ثُمَّ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَمَشَى بَيْنَ الْقُبُورِ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ مِنْ جِلْدِ مَيْتَةٍ لَمْ تُدْبَغْ ، فَكَرِهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ جِلْدِ الْمَيْتَةِ ، وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ " ، دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَةِ دُخُولِ الْمَقَابِرِ بِالنِّعَالِ .