أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً ، قَالَ : " آمِينَ " ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى ، فقَالَ : " آمِينَ " ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً ، فقَالَ : " آمِينَ " ثُمَّ ، قَالَ : " أَتَانِي جِبْرِيلُ ، فقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْتُ : آمِينَ ، قَالَ : وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ، فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْتُ : آمِينَ ، فقَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ : آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ " قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : فِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ قَدِ اسْتَحَبَّ لَهُ تَرْكُ الانْتِصَارِ لِنَفْسِهِ ، وَلا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَرْءُ مِمَّنْ يُتَأَسى بِفِعْلِهِ ، وَذَاكَ أَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا ، قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : " مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ " بَادَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِأَنْ ، قَالَ : آمِينَ وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : " وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ ، أَوْ أَحَدَهُمَا ، فَدَخَلَ النَّارَ ، أَبْعَدَهُ اللَّهُ " فَلَمَّا ، قَالَ لَهُ : " وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ " فَلَمْ يُبَادِرْ إِلَى قَوْلِهِ : " آمِينَ " عِنْدَ وُجُودِ حَظِّ النَّفْسِ فِيهِ ، حَتَّى ، قَالَ جِبْرِيلُ قُلْ : آمِينَ ، قَالَ : قُلْتُ : " آمِينَ " أَرَادَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، التَّأَسِّي بِهِ فِي تَرْكِ الانْتِصَارِ لِلنَّفْسِ بِالنَّفْسِ ، إِذِ اللَّهُ جَلَّ وَعَلا هُوَ نَاصِرُ أَوْلِيَائِهِ فِي الدَّارَيْنِ ، وَإِنْ كَرِهُوا نُصْرَةَ الأَنْفُسِ فِي الدُّنْيَا .