أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عُرِضَ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الأَنْبِيَاءُ ، فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ مَعَهُ الرَّجُلُ ، وَيَجِيءُ مَعَهُ الرَّجُلانِ ، وَيَجِيءُ مَعَهُ النَّفَرُ كَذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقِيلَ : هَؤُلاءِ قَوْمُ مُوسَى ، ثُمَّ رَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا قَدْ سَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقِيلَ : هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ ، فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ ، وَسُرِرْتُ بِهِ ، ثُمَّ قِيلَ : إِنَّهُ يَدْخُلُ بَعْدَ هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عَذَابَ " ، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَتَرَاجَعُوا ، ثُمَّ أَجْمَعَ رَأْيُهُمْ أَنَّهُمْ مَنْ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ وَثَبَتَ فِيهِ ، وَلَمْ يُدْرِكْ شَيْئًا مِنَ الشِّرْكِ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : " الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ ، وَلا يَسْتَرْقُونَ ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْعِلَّةُ فِي الزَّجْرِ عَنِ الاكْتِوَاءِ ، وَالاسْتِرْقَاءِ هِيَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا وَيَرَوْنَ الْبُرْءَ مِنْهُمَا مِنْ غَيْرِ صُنْعِ الْبَارِي جَلَّ وَعَلا فِيهِ ، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْعِلَّةُ مَوْجُودَةً ، كَانَ الزَّجْرُ عَنْهُمَا قَائِمًا ، وَإِذَا اسْتَعْمَلَهُمَا الْمَرْءُ وَجَعَلَهُمَا سَبَبَيْنِ لِلْبُرْءِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ دُونَ أَنْ يَرَى ذَلِكَ مِنْهُمَا كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا .