ووجدت مثله للأخطل1، وهو قوله:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها
... وحب بها مقتولة حين تقتل2
فيها: في موضع رفع بحب.
وقد حذفت الباء في رب، وأصلها رب.
وإنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدأ، لمضارعته للفاعل، فاحتياج المبتدأ إليه كاحتياج الفعل إلى فاعله.
واعلم أن الباء قد تبدل منها في القسم الواو في قولك والله، أصله بالله.
والدلالة على أن الباء هي الأصل أمران:
أحدهما: أنها موصلة للقسم إلى المقسم به في قولك: أحلف بالله، كما توصل الباء المرور إلى المرور به في قولك: مررت بزيد، فالباء من حروف الجر بمنزلة من وعن.
والآخر: أن الباء تدخل على المضمر3 كما تدخل على المظهر4، تقول: بالله لأقومن، وبه لأقعدن، والواو لا تدخل على المضمر البتة، تقول: والله لأضربنك، فإن أضمرت قلت به لأضربنك، ولا تقول: وه لأضربنك، فرجوعك مع الإضمار إلى الباء يدل على أنها هي الأصل.
وأنشدنا أبو علي، قال: أنشد أبو زيد:
رأى برقا فأوضع فوق بكر
... فلا بك ما أسال ولا أغاما