قال أبو علي: هذا البيت يقع فيه تصحيف من الناس. يقول قوم مكان تخصي حمارها، تخطي حمارها، وهو مشتبه مشكل: يظنونه من قولهم: العوان1 لا تعلم الخمرة.
قال: وقد قال ابن الأعرابي: يقال: جاءك خاصي العير: إذا وصف بقلة الحياء. فعلى هذا لا يجوز في البيت غير "تخصي حمارها"، ويدل على أن "جلبانة" و"جريانة" أصلان، غير مبدل أحدهما من صاحبه وجودك لكل واحد منهما أصلا متصرفا، واشتقاقا صحيحا، فأما جلبانة فمن الجلبة والصياح، لأنها الصخابة، وأما جربانة فمن جرب الأمور وتصرف فيها.
ألا تراه قال: "تخصي حمارها"، وإذا بلغت المرأة من البذلة2 والحنكة3 إلى خصاء حمارها، فناهيك بها في التجريب والدربة، وهذا وفق الصخب، لأنه ضد الحياء والخفر4.
وأما قولهم في الدرع: نثرة ونثلة5، فينبغي أن يكون الراء بدلا من اللام، لقولهم: نثل على درعه، ولم يقولوا ثرها، فاللام أعم تصرفا، فهي الأصل.
وأما قول الأسدي:
وخافت من جبال السغد نفسي
... وخافت من جبال خواررزم6