ويدلك على أن الفعل إذا تقدمه اسم ولم يسغ عطفه عليه، اضطر معه إلى إضمار "أن" ليفيدا معا معنى المصدر، فيعطف المصدر الذي هو اسم، على الاسم الذي قبله، قول ميسون بنت بجدل الكلبية:
للبس عباءة وتقر عيني
... أحب إلي من لبس الشفوف1
فكأنها قالت: لأن ألبس عباءة، وأن تقر عيني، أحب إلي من كذا.
ونظير2 ذلك قول الآخر، وهو من أبيات الكتاب أيضا:
فلولا رجال من رزام أعزة
... وآل سبيع أو أسوءك علقما3
أراد: وأن أسوءك. فكأنه قال في البيت الأول: للبس عباءة وقرة عيني: أحب من كذا.
وفي الآخر: ولولا رجال وآل سبيع أو مساءتي إياك، لكان كذا، فالقرة: اسم بمنزلة اللبس، والمساءة: اسم بمنزلة آل سبيع.