وإذا جاز قطع همزة الوصل التي لا اختلاف بينهم فيها نحو ما أنشده أبو الحسن: ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة ... على حدثان الدهر مني ومن جمل1 ونحو قول الآخر: يا نفس صبرًا كل حي لاقِ ... وكل إثنين إلى افتراق2 وقول الآخر: إذا جاوز الإثنين سر فإنه ... بنشر وتكثير الحديث قمين31 لا أرى: أسلوب نفي غرضه التعظيم. شيمة: الشيمة الخلق "ج" شيم. حَدَثان: تطلق على الليل والنهار، وحدثان الدهر: أي نوائبه وحوادثه. الدهر: مدة العالم من بدء وجوده إلى انقضائه، والزمان الطويل "ج" أدهر ودهور. الشاهد فيه: جواز قطع همزة الوصل فى قوله "إثنين". إعرابه: إثنين: مفعول به منصوب بالمفعولية، وعلامة نصبه الياء عوضًا عن الفتحة لأنه مثنى. 2 يا نفس: أسلوب إنشائي في صورة نداء غرضه النصح والإرشاد. لاق: أي لاقٍ ربه وهي كناية عن الموت. افتراق: أي مفارق بعضهم بعضًا، أي مفترقان. الشاعر يوجه النداء إلى نفسه ويأمرها بالصبر؛ فكل حي لا بد أن يلاقي ربه وكل اثنين لا بد أن يفترقا. الشاهد فيه: جواز قطع همزة الوصل فى قوله "إثنين". إعراب الشاهد: إثنين: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء. 3 البيت نسبه صاحب اللسان إلى قيس بن الخطيم. جاوز: أي تعدى وخلف. سر: السر ما يكتمه المرء في نفسه "ج" أسرار. قمين: أي جدير "ج" قمناء. القاموس المحيط "4/ 261". الشاعر يؤكد على ضرورة عدم مجاوزة السر لاثنين لأن هذا يؤدي إلى نشره وانتشاره وبثه وتكثيره، وهذا جدير أن يحدث عند مخالفة السر لأكثر من اثنين. الشاهد فيه: جواز قطع همزة الوصل أيضًا فى قوله "إثنين". إعراب الشاهد: الاثنين: مفعول به منصوب بالمفعولية.