وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ صَادِقٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : سَمِعْتُ صُهَيْبًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ حَرَامَهُ " ، وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ : مَحَارِمَهُ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَأَمَّا الإِيمَانُ بِسَائِرِ الْكُتُبِ مَعَ الإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ ، فَهُوَ نظيرُ الإِيمَانِ بِسَائِرِ الرُّسُلِ مَعَ الإِيمَانِ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَالَّذِي يَحِقُّ عَلَيْنَا مَعْرِفَتُهُ فِي كَلامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ كَلامَهُ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ يَقُومُ بِهِ ، وَكَلامُهُ مَقْرُوءٌ فِي الْحَقِيقَةِ بِقِرَاءَتِنَا ، مَحْفُوظٌ فِي قُلُوبِنَا ، مَكْتُوبٌ فِي مَصَاحِفِنَا ، غَيْرُ حَالٍّ فِيهَا ، كَمَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَذْكُورٌ فِي الْحَقِيقَةِ بِأَلْسِنَتِنَا ، مَعْلُومٌ فِي قُلُوبِنَا ، مَعْبُودٌ فِي مَسَاجِدِنَا ، غَيْرُ حَالٍّ فِيهَا ، وَكَلامُ اللَّهِ تَعَالَى ، ولا حَدَّ لاخْتِلافٍ فِيهِ ، وَلا تَعْدَادٍ وَلا حَصْرٍ ، وَلا قَلِيلٍ وَلا كَثِيرٍ ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا قُرِئَ بِالْعَرَبِيَّةِ سُمِّيَ قُرْآنًا ، وَإِذَا قُرِئَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ سُمِّيَ إِنْجِيلا ، وَإِذَا قُرِئَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ سُمِّيَ تَوْرَاةً ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ فِي هَذِهِ الشَّرِيعَةِ قِرَاءةَ مَا سُمِّيَ قُرْآنًا دُونَ مَا سُمِّيَ تَوْرَاةً وَإِنْجِيلا ؛ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَذَّبَ أَهْلَ التَّوْرَاةِ ، وَالإِنْجِيلِ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرَ عَنْ خِيَانَتِهِمْ ، وَتَحْرِيفِهِمِ الْكَلامَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، وَوَضْعِهِمِ الْكِتَابَ ، ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَيَقُولُونَ : عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ، فَلا يَأْمَنُ الْمُسْلِمُ إِذَا قَرَأَ شَيْئًا مِنْ كُتُبِهِمْ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ وَضْعِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى .