أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ إِمْلاءً بِبَغْدَادَ ، ثنا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحُلْوَانِيُّ ، ثنا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِينِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، أنبا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ مَيْمُونٍ السَّرَّاجُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرَّاثِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ ، وَلا فِي نُشُورِهِمْ ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَنْفُضُونَ عَنْ رُءُوسِهِمْ ، يَقُولُونَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ " ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو ، قَدْ أَخْرَجْنَاهُ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ، وَذَكَرْنَا انْتِظَامَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَعَ مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ مِنَ الْعَقَائِدِ الْخَمْسِ ، لأَنَّ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَدْ أَثْبَتَ اللَّهَ ، وَنَفَى غَيْرَهُ ، فَخَرَجَ بِإِثْبَاتِ مَا أَثْبَتَ مِنَ التَّعْطِيلِ ، وَبِمَا ضَمَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْيٍ عَنِ التَّشْرِيكِ ، وَأَثْبَتَ بِاسْمِ الإِلَهِ الإِبْدَاعَ وَالتَّدْبِيرَ ، وَنَفَى عَنْهُ التَّشْبِيهَ ، لأَنَّ اسْمَ الإِلَهِ لا يَجِبُ إِلا لِلْمُبْدِعِ ، وَإِذَا وَقَعَ الاعْتِرَافُ بِالإِبْدَاعِ ، فَقَدْ وَقَعَ بِالتَّدْبِيرِ ، لأَنَّ الإِيجَادَ تَدْبِيرٌ ، وَإِبْقَاءَهُ وَإِحْدَاثَ الأَعْرَاضِ فِيهِ وَإِعْدَامَهُ بَعْدَ إِيجَادِهِ تَدْبِيرٌ ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ خَلْقِهِ شَبِيهٌ ، لأَنَّهُ لَوْ كَانَ لَوَجَبَ أَنْ يَجُوزَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ مَا يَجُوزُ عَلَى شَبِيهِهِ ، وَإِذَا جَازَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لَمْ يَسْتَحِقَّ اسْمَ الإِلَهِ كَمَا لا يَسْتَحِقُّهُ خَلْقُهُ الَّذِي شَبَهُهُ بِهِ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ وَالشَّبِيهَ لا يَجْتَمِعَانِ ، كَمَا أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ وَنَفْيَ الإِبْدَاعِ لا يَأْتَلِفَانِ ، وَقَدْ ذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدِيثَ الأَسَامِي ، وَضَمَّ إِلَيْهَا مِنَ الأَسَامِيَ مَا وَرَدَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ ، وَجَعَلَهَا مُنْقَسِمَةً بَيْنَ الْعَقَائِدِ الْخَمْسِ ، وَنَحْنُ قَدْ نَقَلْنَا جَمِيعَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، وَأَضَفْنَا إِلَيْهِ مِنَ الشَّوَاهِدِ وَمَعْرِفَةِ الصِّفَاتِ ، وَتَأْوِيلِ الآيَاتِ الْمُشْكِلاتِ ، وَالأَحَادِيثِ الْمُشْتَبِهَاتِ مَا لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَتِهِ ، مَنْ أَحَبَّ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَقَدْ ذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فِي إِثْبَاتِ حَدَثِ الْعَالَمِ ، وَمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ صَانِعًا ، وَمُدَبِّرًا ، لا شَبِيهَ لَهُ مِنْ خَلْقِهِ ، فُصُولا حِسَانًا ، لا يُمْكِنُ حَذْفُ شَيْءٍ مِنْهَا ، فَتَرَكْتُهَا عَلَى حَالِهَا ، وَنَقَلْتُ هَاهُنَا مِنْ كَلامِ غَيْرِهِ مَا لا بُدَّ مِنْهُ فِي هَذَا الْبَابِ .