Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
يعميه على السامع وذلك كالتعريض في الكلام، ويقال لمثل ذلك القول: ملاحن القول، وهذا كقولهم: والله ما رأيت زيداً برائب، أصبت ريبة لا روبة البصر، ويقال: لاحنت فلاناً، أي راطنته، وذلك أن تضع بينك وبينه كلاماً يفهمه عنك وتفهمه عنه، ولا يفهم غيركما, لأنكما قد عدلتما عن المعتاد من الكلام ومنه قول الطرماح:
وأَدَّتْ إليَّ القَولَ عَنْهنَّ زَوْلةٌ ... تُلاحِنُ أوْ تَرْنُو لقَوْلِ المُلاحِنِ (١)
أي: تتكلم بمعنى كلام لا يفطن له غيري، ومن هذا قوله تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} أي في فحواه ومعناه، يعني: المنافقين، وذلك أنهم كانوا يخاطبون النبي -صلى الله عليه وسلم- بكلام تواضعوه بينهم والنبي -صلى الله عليه وسلم- يسمع ذلك ويأخذ بالظاهر المعتاد، فنبهه الله تعالى على ذلك، فكان بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين إذا سمع كلام (٢)، فلحن القول ميلهم عن الظاهر.
وحكى سلمة (٣) عن الفراء: يقال للرجل يعرض ولا يصرح: قد جعل كذا وكذا لحنا لحاجته، ويقال من هذا: لَحَنَ يلحن، فأما لَحِنَ يلحن فالمراد به (٤) فَطِن وفهم.
(١) انظر: "تهذيب اللغة" (لحن) ٥/ ٦٣، "اللسان" (لحن) ١٣/ ٣٧٩.
(٢) كذا في الأصل ولعل الصواب (كلامهم).
(٣) هو: سلمة بن عاصم أبو محمد البغدادي النحوي صاحب الفراء، روى القراءة عن أبي الحارث الليث بن خالد وروي القراءة عنه أحمد بن يحيى ثعلب، قال ابن الأنباري: كتاب سلمة في "معاني القرآن للفراء" أجود الكتب لأن سلمة كان عالمًا وكان يراجع الفراء فيما عليه ويرجع عنه، توفي بعد ٢٧٠ هـ.
انظر: "طبقات النحويين واللغويين" ١٣٧، و"إنباه الرواة" ٢/ ٥٦، و"غاية النهاية" ١/ ٣١١.
(٤) انظر: "كتاب العين" (لحن) ٣/ ٢٣٠، و"معاني القرآن للفراء" ٣/ ٦٣.