Progress Donasi Kebutuhan Server — Your Donation Urgently Needed — هذا الموقع بحاجة ماسة إلى تبرعاتكم
Rp 1.500.000 dari target Rp 10.000.000
وقد ذكرنا القصة (١)، فقال الله له: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} يعنى المدينة، {وَأَخْرِجْنِي}: (منها إلى مكة) (٢)، {مُخْرَجَ صِدْقٍ}، أي: افتحها، واختار الفراء هذا القول (٣).
وقال مجاهد: أدخلني في أمرك الذي أرسلتني به من النبوة مُدْخل صدق، وأخرجني منه مُخْرج صدق (٤)، ومُدخل بضم الميم مصدر الإدخال؛ يقال: أدخلته مُدخلاً، كما قال: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا} المؤمنون: ٢٩، ومعنى إضافة المدخل والمخرج إلى الصدق: مزجهما؛ كأنه سأل الله تعالى إدخالًا حسنًا لا يرى فيه ما يكره، وكذلك الإخراج.
قال الليث: يقال: هذا رجل صدق، مضافٌ، بكسر الصاد، معناه: نِعْم الرجل هو، وامرأة صدق؛ كذلك (٥).
وذكرنا فيما تقدم أن موضوع (ص د ق) للصحة والكمال، فكأنه سأل الله أن يخرجه من مكة إخراجًا لا يلتفت إليها قلبُه، ويدخله المدينة إدخالًا يطمئن فيها قلبُه، ولذلك كان يدعو فيقول: "اللهم حبب إلينا المدينة كلما حببت إلينا مكة" (٦)، وكل شيء أضفت إلى الصدق، فقد مدحته وجودته.
(١) عند آية ٧٦.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د).
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٢٩، وهو ما رجحه "الطبري" ١٥/ ١٥٠ وأيّده بالسياق.
(٤) "تفسير مجاهد" ص ٤٤١، بنحوه، أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٤٩، بنحوه من طريقين، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٨٦ بمعناه، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٨١، بنحوه، و"الثعلبي" ٧/ ١١٨ ب، بنصه، و"الماوردي" ٣/ ٢٦٦، بنحوه.
(٥) ورد في "تهذيب اللغة" (صدق) ٢/ ١٩٩٠، بنصه.
(٦) أخرجه أحمد ٦/ ٥٦، والبخاري (١٨٨٩): فضائل المدينة، كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تُعْرَى المدينة، ومسلم (١٣٧٦): الحج، الترغيب في سكنى المدينة واللفظ له, =