رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت: (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر - إنا كل شيء خلقناه بقدر) القمر: ٤٨: ٤٩ (١) .
والنصوص في ذلك كثيرة جداً فإن النصوص الدالة على علم الله وقدرته ومشيئته وخلقه تدل على قدره تبارك وتعالى، فالقدر يتضمن الإيمان بعلم الله ومشيئته وخلقه، كما سيأتي بيانه، وذكر النصوص الواردة في ذلك.
والقدر يدل بوضعه - كما يقول الراغب الأصفهاني فيما نقله عنه ابن حجر العسقلاني - على القدرة وعلى المقدور الكائن بالعلم (٢) .
فلله تعالى القدرة المطلقة، وقدرته لا يعجزها شيء، ومن أسمائه - تبارك وتعالى - القادر والقدير والمقتدر، والقدرة صفة من صفاته.
فالقادر اسم فاعل من قدر يقدر.
والقدير فعيل منه، وهو للمبالغة، ومعنى (القدير) الفاعل لما يشاء، على قدر ما تقتضيه الحكمة لا زائداً عليه، ولا ناقصاً عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله عز وجل. قال تعالى: (إنه على كل شيء قدير) الأحقاف: ٣٣ .
و (المقتدر) مفتعل من اقتدر، وهو أبلغ من (قدير) ومنه قوله: (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) القمر: ٥٥ .
وقد سئل الإمام أحمد - رحمة الله تعالى - عن القدر: فقال: " القدر قدرة الله " (٣) .
(١) رواه مسلم: ٤/٢٠٤٦ ورقمه: ٢٦٥٦، ورواه الترمذي: انظر صحيح سنن الترمذي ٣/٢٢٩.
(٢) فتح الباري: ١١/٤٤٧.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ٨/٣٠٨.