وقال الحسن: صحيح، وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن في قوله: (ما كان لي علم بالملإ الْأَعْلَى إذ يختصمون - إن يُوحَى إليَّ إلاَّ أنَّما أنا نذيرٌ مُّبين) ص: ٦٩-٧٠ .
فإن الاختصام المذكور في الحديث، قد فسره الرسول صلى الله عليه وسلم.
والاختصام المذكور في القرآن فسرته الآيات بعده: (إذ قال ربُّك للملائكة إني خالق بشراً من طينٍ - فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين - فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون - إلاَّ إبليس استكبر وكان من الكافرين) ص: ٧١-٧٤ .
فالاختصام المذكور في القرآن كان في شأن آدم - عليه السلام - وامتناع إبليس من السجود له، ومحاجته ربّه في تفضيله عليه " (١) .
٤- منظمون في كل شؤونهم:
الملائكة منظمون في عبادتهم، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاقتداء بهم في ذلك فقال: (ألا تصفّون ما تصفّ الملائكة عند ربها) ؟ قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: (يتمون الصفوف، ويتراصون في الصف) (٢) .
وفي يوم القيامة يأتون صفوفاً منتظمة: (وجاء ربُّك والملك صفّاً صفّاً) الفجر: ٢٢ ، ويقفون صفوفاً بين يدي الله تعالى: (يوم يقوم الرُّوح والملائكة صفّاً لا يتكلَّمون إلاَّ من أذن له الرَّحمن وقال صواباً) النبأ: ٣٨ ، والروح: جبريل.
وانظر إلى دقة تنفيذهم للأوامر، ففي صحيح مسلم، ومسند أحمد عن
(١) راجع تفسير ابن كثير: ٦/٧٣-٧٤.
(٢) رواه مسلم: ١/٣٢٢. ورقمه: ٤٣٠.