به تجاه بني آدم كلهم؛ مؤمنهم وكافرهم، فما ذكرناه من تشكيلهم للنطفة، وحراستهم للعباد، وتبليغهم للوحي، ومراقتبهم للعباد، وكتابة الأعمال، ونزع الأرواح، لا تختص بقسم من بني آدم دون قسم، ولا بمؤمن دون كافر.
وللملائكة بعد ذلك دور مختلف مع المؤمنين والكفار، وسنتناول دورهم وموقفهم من كلا الفريقين بالبيان والتوضيح.
المطلب الأول
دور الملائكة تجاه المؤمنين (الجزء الأول)
١- محبتهم للمؤمنين:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض) (١) .
٢- تسديد المؤمن:
روى البخاري في صحيحه عن حسّان بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له، فقال: (اللهمّ أيده بروح القدس) (٢) .
وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة قال: (قال سليمان عليه السلام: لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كل امرأة يقاتل في سبيل الله.
فقال له الملك: قل: إن شاء الله، فلم يقل، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد إلا امرأة منهنّ نصف إنسان) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته) (٣) .
(١) صحيح البخاري: ٦/٣٠٣. ورقمه: ٣٢٠٩. ورواه مسلم: ٤/٢٠٣٠. ورقمه: ٢٦٣٧.
(٢) صحيح البخاري: ٦/٣٠٤.
(٣) رواه البخاري: ٩/٣٣٩. ورقمه: ٥٢٤٢. وقال ابن حجر في (فتح الباري: ٦/٤٦٠) ما ملخصه: " في رواية المغيرة (سبعين) امرأة، وفي رواية شعيب في الأيمان والنذور: (تسعين) ، ورجحها المؤلف هناك ". ورواه مسلم في صحيحه: ٣/١٢٦٧. ورقمه: ١٦٥٤، وفي إحدى رواياته: ستون، وفي الأخرى: سبعون، وفي ثالثة: تسعون.