من وكيع، كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا، قال: وكان يحيى بن سَعِيد القطان يفتي بقوله أيضا.
وَقَال الهيثم بْن خلف الدوري، عَنْ محمد بن نعيم البلخي: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: والله ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع فِي زمانه كالأَوزاعِيّ فِي زمانه.
وَقَال أَبُو داود سُلَيْمان بن معبد السنجي: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيع، والقعنبي.
وَقَال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بْن مَعِين يقول: رأيت من يحدث لله ستة أو سبعة يحدثون ديانة: ابن المبارك، وحسين الجعفي، ووكيع بن الجراح، وسَعِيد بن عامر الضبعي، وأَبُو داود الحفري، والقعنبي، كان هؤلاء يحدثون لله.
وَقَال عباس فِي موضع آخر: سئل يَحْيَى بن مَعِين عَنْ وكيع، وابن أَبي زائدة، فَقَالَ: وكيع أثبت من ابْن أَبي زائدة.
وَقَال فِي موضع آخر: سمعت يَحْيَى يقول: وكيع أثبت من عبد الرحمن فِي سفيان.
قال وكيع: ما كتبت عَنْ سفيان حديثا قط، إنما كنت آخذها، يعني أتحفظها.
وَقَال فِي موضع آخر: سألت يحيى، قلت: حديث الأعمش إذا اختلف وكيع، وأَبُو معاوية، فالقول قول من؟ قال: يكون موقوفاً حتى يجئ من يتابع أحدهما. قلت: فحفص، ووكيع فِي حديث الأعمش؟ قال: ومن يحدث عَنْ حفص؟ فقلت: ابنه، فكأن يحيى