فالأسماء والصفات هى الوسائل التى تعرَّف الله بها إلى خلقه، وهى النوافذ التى يطل منها القلب على الله مباشرة، وهى التى تحرك الوجدان، وتفتح أمام الروح آفاقًا فسيحة تُشاهَد فيها أنوار الله وجلاله.
وهذه الأسماء هى التى ذكرها الله سبحانه فى قوله:
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (١).
وهى التى أمرنا أن ندعوه بها.
{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ (٢) بِهَا} (٣).
وعددها تسعة وتسعون اسمًا؛ روى البخارى ومسلم والترمذى عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: «لِلّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً مَنْ حَفِظَهَا (٤) دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».
وزاد الترمذى فى روايته: " هو الله (٥)؛ الذى لا إله إلا هو، الرحمن (٦)؛ الرحيم (٧)؛ الملك (٨)؛ القدوس (٩)؛
(١) سورة الإسراء - الآية ١١٠.
(٢) ادعوه: سموه واذكروه واعبدوه وتقربوا إليه بها.
(٣) سورة الأعراف - الآية ١٨٠.
(٤) حفظها ووعاها واستحضر معناها واستشعر فى نفسه آثارها.
(٥) الله: لفظ الجلالة علم على الذات الإلهية المقدسة الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد؛ وأما بقية الأسماء فكل اسم منها يدل على صفة، ولهذا صح أن تكون وصفًا للفظ الجلالة، وأن يخبر بها عنه.
(٦) الرحمن: المنعم بجلائل النعم.
(٧) الرحيم: المنعم بدقائقها.
(٨) الملك: المتصرف فى ملكه كيفما شاء.
(٩) القدوس: المطهر من العيوب والنقائص.