وإن تلاميذ المسيح الأولين الذى عرفوا شخصه، وسمعوا قوله، كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق.
وما كان (بطرس) أحد حوارييه يعتبره إلا رجلاً موحى إليه من عند الله.
أما (بولس) فإنه خالف عقيدة التلاميذ الأقربين لـ (عيسى عليه السلام)، وقال: إن المسيح أرقى من إنسان، وهو نموذج إنسان جديد، أى عقل سام متولد من الله، وكان موجودًا قبل أن يوجد هذا العالم، وقد تجسد هنا لتخليص الناس، ولكنه مع ذلك تابع للإله الآب ". صلى الله علية وسلم
ثم قالت دائرة المعارف بعد ذلك: " كان الشأن فى تلك العصور أن عقيدة إنسانية عيسى عليه السلام كانت عالية مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المنتصرين.
فإن الناصريين (١)، والإثبيوتيين، وجميع الفرق النصرانية التى تكونت من اليهودية، اعتقدت بأن عيسى عليه السلام إنسان محض، مؤيد بالروح القدس، وما كان أحد إذ ذاك يتهمهم بأنهم مبتعدون أو ملحدون ".
قال (جوستين مارشير) (٢): " إنه كان فى زمنه فى الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن عيسى هو المسيح، ويعتبرونه إنسانًا محضًا، وإن كان أرقى من غيره من الناس، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل " انتهى كلام دائرة المعارف الفرنسية (٣).
إن بطلان عقيدة التثليث واضح وضوح الشمس, ومع ذلك لا أدرى كيف يحرصون على ما هو باطل, ويتعصبون له تعصبًا أعمى, دون سند من التاريخ, أو حجة من المنطق؟!
(١) سكان مدينة الناصرة التى تسمى بها النصارى.
(٢) مؤرخ لاتينى فى القرن الثانى.
(٣) من كتاب " كنز العلوم واللغة ".