{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (١).
وهذه الصفة من صفات الله التى أثبتها لنفسه, فنؤمن بها, ولا نبحث عن حقيقتها؛ لأنها كغيرها من الصفات الإلهية التى لا يمكن الوصول إلى العلم بحقائقها.
* السمع والبصر:
والله سبحانه سميع يسمع كل شىء, حتى إنه ليسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء فى الليلة الظلماء, دون أن يشغله سماعه جماعة عن سماعه جماعة آخرين, ودون أن يشتبه عليه لغة, أو يؤثر عليه ضجيج, أو يشوش عليه مشوش, وهو سبحانه لا يسمع بجارحة, ولا بآلة, ولا بأذن, ولا بصماخ.
وقد شكت إحدى النساء زوجها إلى رسول الله صلى الله علية وسلم, وأخذت تجادله؛ فأنزل الله سبحانه:
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (٢).
وكما أن الله يسمع كل شىء, فهو يرى كل شىء رؤية شاملة تستوعب كل المدركات, ورؤيته سبحانه ليست بحدقة كما يرى غيره.
وقد أرسل الله موسى وهارون إلى فرعون, وقال لهما:
{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ
(١) سورة لقمان - الآية ٢٧.
(٢) سورة المجادلة - الآية ١.